السلام عليكم ورحمة الله
باب تحمل النبي صلى الله عليه وسلم
الصعاب والشدائد في سبيل الدعوة إلى الله تعالى ورحمته صلى الله عليه وسلم لمن آذاه وتطاول عليه
وتجلي قول الله تعالى فيه : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )(١٠٧)الأنبياء
عن عروة بن الزبير، أنَّ عائشة زوجَ النبي صلى الله عليه وسلم حَدَّثَتَهُ، أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! هل أتى عليك يوم كان أشدَّ من يوم أُحد؟
فقال: لقد لَقيتُ من قومِكِ. وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة: إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليلَ ابن عبد كُلالٍ ، فلم يُجبني إلى ما أردت ،فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثَّعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريلُ . فناداني.
فقال: أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد سمع قول قومك لك وما رَدُّوا عليك، وقد بَعَثَ إليك ملك الجبال لتأمره بما شِئتَ فيهم،
قال: فناداني مَلَكُ الجبال وسلَّمَ علي.
ثم قال: يا محمد! إن الله قد سمع قول قومك لك. وأنا مَلَكُ الجبال. وقد بعثني رَبُّكَ إليك لتأمرني بأمرك. فما شئت؟ إن شئت أن أُطبقَ عليهم الأخشبين.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يُخْرِج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً